أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
______________________________________________________
فيهم : إني تارك فيكم الثقلين ، وغير ذلك مما قال فيهم ، ولذا علله بقوله عليهالسلام : فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا أي في كل قرن فإن الخلف للمرء من يكون بعده ، وكل قرن خلف للقرن السابق ، قال في النهاية : فيه : يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأول الجاهلين ، الخلف بالتحريك والسكون : كل من يجيء بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشر ، يقال : خلف صدق وخلف سوء ، ومعناهما جميعا القرن من الناس ، والمراد من الحديث المفتوح ، وقال الجوهري : الخلف القرن ، وقال : الخلف والخلف ما جاء من بعد ، يقال : هو خلف سوء من أبيه وخلف صدق من أبيه بالتحريك إذا قام مقامه ، انتهى ، ويحتمل أن يكون المراد بالخلف كل طبقة من أولاد الأئمة عليهالسلام وبالعدول الأئمة عليهالسلام باعتبار الأزمان ، فإنهم فسروا الخلف بالقرن ، والقرن قد يطلق على أربعين سنة وعلى ثمانين سنة وعلى مائة سنة كما روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مسح رأس غلام ، وقال : عش قرنا فعاش مائة سنة كما ذكره في النهاية ومعلوم أن كل مائة من الأزمان بعده صلوات الله عليه كان مشتملا على اثنين وأكثر من الأئمة عليهالسلام إلى الغيبة الكبرى ، ويمكن توسيع القرن بحيث يشمل زمان العسكريين إلى انقراض العالم فإنه أيضا جزء من الزمان فيدل على أن القائم عليهالسلام في غيبته الكبرى يهدي الناس إلى مراشدهم ويسدد الدين ويقومه بما يصل من فيوضه إلى خواص شيعته ورواة أحاديث آبائه الطاهرين وأحاديثه أو يكون المراد بالعدول العدل للمبالغة أو باعتبار بعض القرون ، أو يراد بالعدول كل إمام مع الصادقين من أصحابه ، ويحتمل أن يكون المراد بالعدول الصادقين من رواتهم وحملة علومهم ، فتكون كلمة في بمعنى اللام ، أي لنا أهل البيت في كل خلف عدول ، أو يقدر مضاف أي في شيعتنا ، والتحريف : صرف الكلام عن وجهه ، والغالين المجاوزين الحد والانتحال أن يدعى لنفسه ما لغيره ، كان يدعي الآية أو الحديث الوارد في