يا أخا أهل مصر لم السماء مرفوعة والأرض موضوعة ـ لم لا يسقط السماء على الأرض لم لا تنحدر الأرض فوق طباقها ولا يتماسكان ولا يتماسك من عليها قال الزنديق أمسكهما الله ربهما وسيدهما قال فآمن الزنديق على يدي أبي عبد الله عليهالسلام فقال له حمران جعلت فداك إن آمنت الزنادقة على
______________________________________________________
هذا استدلال باختلاف الأفعال الدالة باختلافها على كونها اختيارية غير طبيعية لفاعلها على أن الفاعل لها مختار ، ونبه على أنه لا يمكن أن الفاعل المختار لها هو الموصوف بالذهاب والرجوع ، وبقوله : القوم مضطرون ، أي في الذهاب والخروج من الوجود والرجوع والدخول فيه ، فيجب أن يكون مستندا إلى الفاعل القاهر للذاهبين والراجعين على الذهاب والرجوع ، والدهر لا شعور له فضلا عن الاختيار.
قوله عليهالسلام : لم السماء مرفوعة والأرض موضوعة؟ هذا هو الوجه الثالث ، وهو مبني على الاستدلال بأحوال جميع أجزاء العالم من العلويات والسفليات وارتباط بعضها ببعض وتلازمها ، وكون جميعها على غاية الأحكام والإتقان اشتمالها على الحكم التي لا تتناهى أي لم صارت السماء مرفوعة فوق الناس والأرض موضوعة تحتهم ولم يكن بالعكس؟ ولم لم تكونا ملتصقين ، فلم يمكن تعيش الخلق على التقديرين ، ولم لا تسقط السماء على الأرض بأن يتحرك بالحركة المستقيمة حتى تلتصق بالأرض؟ وأما قوله لم لا تنحدر الأرض فوق طباقها؟ فيحتمل إرجاع ضمير طباقها إلى السماء ، فالمعنى لم لا تتحرك الأرض من تحتنا بالحركة المستقيمة حتى تقع على السماء؟ ويحتمل إرجاعه إلى الأرض ، فالمراد بالانحدار الحركة المستديرة أي لم لا تتحرك الأرض كالسماء فيغرقنا في الماء فالمراد بطباق الأرض أعلاها أي تنحدر بحيث تصير ما تحتها الآن فوق ما علا منها الآن وقيل فيه احتمالات بعيدة لا طائل في التعرض لها.
قوله عليهالسلام فلا يتماسكان : أي في صورتي السقوط والانحدار ، والمراد أنه ظهر أنه لا يمكنهما التماسك بل لا بد من ماسك يمسكهما.