إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب أما إني إياك آمر وإياك أنهى وإياك
______________________________________________________
القرب والوصال ، والهبوط إلى النفس وما يوجب الوبال أو لتكون في درجة متوسطة من التجرد لتعلقها بالماديات لكن تجرد النفس لم يثبت لنا من الأخبار ، بل الظاهر منها ماديتها كما بيناه في مظانه.
وربما يقال : المراد بالإقبال ، الإقبال إلى عالم الملك بتعلقه بالبدن ، لاستكمال القوة النظرية والعملية ، وبالإدبار : الأدبار عن هذا العالم ، وقطع التعلق عن البدن ، والرجوع إلى عالم الملكوت.
وقيل : يحتمل أن يكون قوله « استنطقه » محمولا على معناه اللغوي إشارة إلى ما وقع في يوم الميثاق ، وإن كان كيفيته غير معلوم لنا ، والمراد بالإقبال الإقبال إلى الحق من التصديق بالألوهية والتوحيد والعدل وغير ذلك مما يجب تصديقه ، وبالإدبار الأدبار عن الباطل بأن يقولوا على الله بغير علم ، وأمثاله وحينئذ لا حاجة في الحديث إلى تأويل.
وأما المعنى السادس فلو قال أحد بجوهر مجرد لا يقول بقدمه ، ولا بتوقف تأثير الواجب في الممكنات عليه ، ولا بتأثيره في خلق الأشياء ، ويسميه العقل ، ويجعل بعض تلك الأخبار منطبقا على ما سماه عقلا ، فيمكنه أن يقول : إن إقباله عبارة عن توجهه إلى المبدأ وإدباره عبارة عن توجهه إلى النفوس لإشراقه عليها واستكمالها به.
فإذا عرفت ذلك فاستمع لما يتلى عليك من الحق الحقيق بالبيان ، وبأن لا يبالي بما يشمئز عنه من نواقص الأذهان ، فاعلم أن أكثر ما أثبتوه لهذه العقول قد ثبت لأرواح النبي والأئمة عليهالسلام في أخبارنا المتواترة على وجه آخر ، فإنهم أثبتوا القدم للعقل ، وقد ثبت التقدم في الخلق لأرواحهم إما على جميع المخلوقات ، أو على سائر الروحانيين في أخبار متواترة ، وأيضا أثبتوا لها التوسط في الإيجاد أو الاشتراط في التأثير ، وقد ثبت في الأخبار كونهم علة غائية لجميع المخلوقات ، وأنه لولاهم لما