إن أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام.
١١ ـ محمد بن أبي عبد الله عمن ذكره ، عن محمد بن عيسى ، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال قلت لأبي جعفر عليهالسلام ـ ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) فقال يا أبا هاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك وأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون.
١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هشام بن الحكم
______________________________________________________
أيضا كل نفي ورد في القرآن بالنسبة إلى ذاته تعالى فهو للتأبيد وعموم الأوقات ، لا سيما ما قبل هذه الآية ، وأيضا عدم إدراك الأبصار جميعا لشيء لا يختص بشيء من الموجودات خصوصا مع اعتبار شمول الأحوال والأوقات فلا يختص به تعالى فتعين أن يكون التمدح بعدم إدراك شيء من الأبصار له في شيء من الأوقات.
وثانيهما : أنه تعالى تمدح بكونه لا يرى ، فإنه ذكره في أثناء المدائح وما كان من الصفات عد مدحا كان وجوده نقصا يجب تنزيه الله تعالى عنه ، وإنما قلنا من الصفات احترازا عن الأفعال كالعفو والانتقام ، فإن الأول تفضل والثاني عدل ، وكلاهما كمال.
قوله : أكبر من أبصار العيون ، فهو أحق بأن يتعرض لنفيه ، والمراد بأوهام القلوب إدراك القلوب بإحاطتها به ، ولما كان إدراك القلب بالإحاطة لما لا يمكن أن يحاط به وهما عبر عنه بأوهام القلوب ، ولعل المراد بالأكبرية الأعمية أي إدراك القلوب أي النفوس أعم لشمولها لما هو بتوسط الحواس وغيره فتأمل.
الحديث الحادي عشر : مرسل.
الحديث الثاني عشر : مرسل موقوف لم يسنده إلى معصوم وإنما أورد هنا