وضدها التعب والسهولة وضدها الصعوبة والبركة وضدها المحق والعافية وضدها البلاء والقوام وضده المكاثرة والحكمة وضدها الهواء
______________________________________________________
قوله عليهالسلام والسهولة : أي الانقياد بسهولة ولين الجانب.
قوله عليهالسلام والبركة : هي تكون بمعنى الثبات والزيادة والنمو ، أي الثبات على الحق ، والسعي في زيادة أعمال الخير وتنمية الإيمان واليقين ، والترك ما يوجب محق هذه الأمور أي بطلانها ونقصها وفسادها ، ويحتمل أن يكون المراد البركة في المال وغيره من الأمور الدنيوية ، فإن العاقل يحصل من الوجه الذي يصلح له ويصرف فيما ينبغي الصرف فيه ، فينمو ويزيد ويبقى ويدوم له بخلاف الجاهل.
قوله عليهالسلام والعافية : أي من الذنوب والعيوب أو من المكاره فإن العاقل بالشكر والعفو يعقل النعمة عن النفار ، ويستجلب زيادة النعمة وبقائها مدى الأعصار ، والجاهل بالكفران وما يورث زوال الإحسان وارتكاب ما يوجب الابتلاء بالغموم والأحزان ، على خلاف ذلك ، ويمكن أن تكون هذه أيضا من المكررات ويظهر مما ذكرنا الفرق على بعض الوجوه.
قوله عليهالسلام والقوام : هو كسحاب : العدل ، وما يعاش به أي اختيار الوسط في تحصيل ما يحتاج إليه ، والاكتفاء بقدر الكفاف ، والمكاثرة : المغالبة في الكثرة ، أي تحصيل متاع الدنيا زائدا على قدر الحاجة للمباهات والمغالبة ، ويحتمل أن يكون المراد التوسط في الإنفاق وترك البخل والتبذير ، كما قال تعالى ( وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) (١) فالمراد بالمكاثرة المغالبة في كثرة الإنفاق ، وفي بعض النسخ المكاشرة بالشين ، وهي المضاحكة ، فالمراد : بالقوام التوسط في المعاشرة وترك كثرة المزاح ، وعدم الاسترسال والاستئناس.
قوله عليهالسلام والحكمة : هي العمل بالعلم واختيار النافع والأصلح ، وضدها اتباع هوى النفس وشهواتها.
__________________
(١) سورة الفرقان : ٦٧.