وأخلص الوحدانية لله والإقرار بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات وواردا على ما هو آت يعرف ما هو فيه ولأي شيء هو هاهنا ومن أين يأتيه وإلى ما هو صائر وذلك كله من تأييد العقل
______________________________________________________
وشهواتها « وموصولة ومفعوله » كل منهما إما اسم مفعول أو مصدر أو اسم للمصدر ، أي ما ينبغي الوصل معه من الأشخاص والأعمال والأخلاق وما ينبغي أن يفصل عنه من جميع ذلك ، أو يعلم ما يبقى له في النشأة الآخرة ، ويصل إليه وما ينقطع عنه من أمور الدنيا الفانية ، وقيل : أي ما يوصل إلى المقصود الحقيقي وما يفصله عنه وهو بعيد.
وأخلص الوحدانية لله : أي علم أنه الواحد الحقيقي الذي لا جزء له في الخارج ولا في العقل ولا في الوهم ، وصفاته عين ذاته ولا تكثر فيه بوجه من الوجوه ولا شريك له في الإلهية ، والإقرار بالطاعة : أي أقر بأنه لا يستحق الطاعة غيره سبحانه « فإذا فعل ذلك » أي إخلاص الوحدانية والطاعة ، ويحتمل أن يكون ذلك راجعا إلى الرجل المؤيد ، أي إذا فعل فعلا كان مستدركا بذلك الفعل لما فات والأول أظهر.
« على ما هو آت » أي من الأعمال الحسنة أو المراتب العالية « يعرف ما هو فيه » أي النشأة الفانية وفناؤها ومعيبها أو من العقائد والأعمال والأخلاق ، فإن كانت حقة لزمها وإن كانت باطلة تركها.
قوله عليهالسلام : ولأي شيء هو ههنا ، أي يعرف أنه تعالى إنما أنزله إلى الدنيا لمعرفته وعبادته وتحصيل السعادات الأخروية فيبذل همته فيها.
قوله عليهالسلام : ومن أين يأتيه ، أي النعم والخيرات ويعلم مولاها فيشكره ويتوكل عليه ولا يتوسل بغيره تعالى في شيء منها ، أو الأعم منها ومن البلايا والآفات والشرور والمعاصي فيعلم أن المعاصي من نفسه الأمارة ومن الشيطان ، فيحترس منهما وكذا سائر الأمور وعللها.
قوله عليهالسلام وإلى ما هو صائر ، أي إلى أي شيء هو صائر ، أي الموت وأحوال القبر وأهوال الآخرة ونعيمها وعذابها ، أو الأعم منها ومن درجات الكمال ، ودركات النقص والوبال ، وإضافة التأبيد إلى العقل إما إلى الفاعل أو إلى المفعول فتفطن.