وروي عن ابن عباس عليهالسلام أنه قال : كنتُ مع الحسن بن علي عليهالسلام في المسجد الحرام وهو معتكف وهو يطوف حول الكعبة فعرض له رجل من شيعته وقال يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن علي دينا لفلان فإن رأيت أن تقضيه عني فقد تهددني بالحبس فقال ابن عباس فقطع الإمام الطواف وسعى معه فقلت يا ابن رسول الله :
ألست إنك معتكف ؟ فقال : بلى ولكن سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله يقول : من قضى أخاه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله تعالى : تسعة آلاف سنة صائماً نهاره وقائماً ليله (١) .
وبالمناسبة يترجح ذكر قصة يلتقى مضمونها مع مضمون الروايات التي مر ذكرها وكنت قد سمعتها من عالم فاضل قبل فترة قصيرة من تاريخ نقلها في هذا الكتاب وحاصلها .
أن هذا العالم الفاضل كان حاضراً ليلة القدر في بعض المجالس الرمضانية أيام إقامته في حوزة قم المقدسة للدراسة العلمية فسمع من العالم الجليل الذي كان مشرفاً على مهمة الإحياء ما ينبغي أن يقوم به المكلف في هذه الليلة من أجل إحيائها بالنحو المتعارف من الإحياء وبعد بيانه ذلك مرغباً في القيام به ومبيناً ما يترتب عليه من الثواب العظيم قال : إن هذه الأعمال مطلوبة من غير الأغنياء وأما هم أي الأغنياء فإن المطلوب منهم قيامهم به وخصوصاً في هذه الليلة هو أن يتفقدوا الفقراء والمساكين ويقدموا لهم المساعدات المالية لأن ذلك أفضل بكثير من الأعمال المتعارفة للإحياء لأنها لا تنفع إلا صاحبها .
__________________
(١) ما روي عن الصادق عليهالسلام في الحديقة الناشرية موجود في صفحة ٦٥ و ٦٦ و ٦٧ .