الكتاب الكريم وما تشتمل عليه من نظم وقوانين تشريعية تنظم سير الإنسان وتضبط تصرفاته في إطار الحكمة والمصلحة والفضيلة وتنأى به من مسالك الفوضى والمفسدة والرذيلة ليصل إلى ما أراد الله وصوله إليه من الكمال والسعادة .
أجل : إن التفكر في هذا الكون وآياته التكوينية وقوانينه المادية المسيرة له وفق المصلحة والحكمة والتدبر في آيات كتاب الله وما يشتمل عليه من قوانين وتعاليم تنظم سير الإنسان وتنتهي به إذا تقيد بها وعبد الله بتطبيقها ـ إلى السعادة والتقدم في جميع الحالات .
يوحي للإنسان العاقل المتفكر في تلك الآيات أن مبدع هذا الكون وقوانينه التكوينية ومنزل ذلك الكتاب ومشرع قوانينه التشريعية ـ هو إلهٌ واحدٌ عليم قادر على كل شيء وحكيم خلق وشرع لحكمة بالغة وهي خدمة الإنسان وانتعاشه مادياً ببركة القوانين المادية المسيطرة على الكون وعلى الجانب المادي من كيان الإنسان مع انتعاشه مادياً وروحياً فردياً واجتماعياً بتطبيقه للنظم الشرعية وخضوعه للإرادة الإلهية التشريعية في كل تصرفاته الاختيارية .
وتطبيق القوانين الشرعية هو العبادة العامة الداعية لخلق الله الأكوان بما فيها الإنسان وحيث أن تحقق هذه الغاية باستمرار واستقرار ـ يتوقف على قوة إرادية وبطولة روحية تثبت أقدام الإنسان على نهج العبودية لله تعالى وكانت هذه القوة والبطولة متوقفة على ممارسة رياضة تساهم في حصولها لمن يمارسها شرعت العبادات الخاصة بكيفيتها المحددة لتحقق تلك الرياضة وتنتج هذه القوة .
وقد وضح الله هذه
الحكمة وبين تلك الغاية المنشودة والفائدة