بالخصوصيات المميزة وقد مرت الإشارة إلى القاسم المشترك بينها وهو التقوى المستفادة من نصوص الكتاب والسنة الواردة في مقام بيان الحكمة والغاية المستهدفة من تشريعها .
ونتيجة اشتراكها في الغاية الأساسيةِ العامة هي حصول التفاعل والتكامل فيما بينها لتشبه بذلك أعضاء الجسم الواحد حيث يؤدي كل واحد منها دوره الخاص به ويساعد غيره على القيام بدوره فهي مضافاً إلى مساهمتها في تحقيق الهدف المشترك وهو التقوى والخضوع المطلق بكل الممارسات الاختيارية لإرادة الله التشريعية ـ نرى لكل واحدة منها فائدتها الخاصة بها .
فالصلاة لها فوائدها الروحية والمادية الكثيرة والصوم كذلك له فوائده الجسمية والروحية العديدة وهكذا الزكاة والخمس والحج وتمتاز الفريضة الأخيرة ـ أي الحج ـ بكونها ملتقى ومجمعاً لغيرها من العبادات الأخرى لأن البعض منها فريضة بدنية كالصوم والصلاة وبعضها مالية فقط كالخمس والزكاة وبعضها الثالث مشترك بين النوعين الأولين وهو فريضة الحج ـ موضوع الحديث وتندرج فيه فريضة الجهاد أيضاً لما يقتضيه بطبعه من تجشم المشاق الشديدة والتعرض للأخطار العديدة وذلك بسبب ما يحصل لمؤدي فريضة الحج غالباً في هذه الرحلة من أنواع العناء وألوان المشقة التي يتعرض لها المجاهد في أغلب الأحوال كما هو معلوم .
ولعل هذا هو السر في إيجاب الله له مرة في العمر على من استطاع إليه سبيلاً وقد تحصل من مجموع ما تقدم بيانه في هذه المقدمة التمهيدية أن النظر بعين العقل إلى هذا الكون الفسيح وما يشتمل عليه من قوانين مادية تحكم مسيرته التكوينية وتساهم في تحقيق الغاية الكبرى المقصودة من إيجاده وهي خدمة الإنسان ـ مع النظر بعين البصيرة والتدبر في آيات