المحددة
هي ترسيخ الرابطة الإيمانية وتقوية ملكة العبودية والخضوع لله سبحانه ليبقى الإنسان المكلف على حالة صلة به وصلاة له بكل عمل يمارسه قربة لله تعالى . وهذه النتيجة
الإيجابية وهي الاتصال بالله دائماً هي المعبر عنها بالتقوى التي هي روح العبادة وقلبها النابض المحرك لشخص العابد في طريق الكمال والسعادة كما أراد الله سبحانه . ولذلك اعتبر نبي
الإسلام الصلاة المجردة عن روح التقوى الناهية عن الفحشاء والمنكر شبحاً بلا روح لا يترتب عليه سوى التعب والسهر كما اعتبر الصوم المجرد عنها بحكم العدم حيث لا يترتب عليه سوى الجوع والعطش وكذلك فريضة الحج التي لا تثمر لمؤديها صفة التقوى كما أراد الله سبحانه لا يترتب عليها سوى التعب وخسارة المال والوقت اللذين يُبذلان في سبيل تأديتها . وقد بين الله سبحانه
أن التجمل بصفة التقوى هي الغاية الأساسية المقصودة من تأدية فريضة الحج بعدة آيات من كتابه المجيد . منها قوله تعالى : ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ )
(١) . لأن هذه الآية واردة
في سياق الحديث عن فريضة الحج . ومنها قوله تعالى في
معرض الحديث عن بعض شعائر الحج وهو الهدي : ( لَن يَنَالَ اللَّهَ
لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ )
(٢) . وإذا نظرنا إلى
العبادات الخاصة من خلال جوهر الغاية المقصودة منها نجدها مشتركة في هذا الجوهر ومتحدة في الروح وإن اختلفت __________________ (١)
سورة البقرة ، الآية : ١٩٧ . (٢)
سورة الحج ، الآية : ٣٧ .