ضغط خارجي يدفعها لذلك وهذا يُعتبر نتيجة طبيعية بالنسبة إلى الإمام زين العابدين عليهالسلام وأمثاله من الأولياء المحبين لله تعالى المخلصين في محبته وعبادته لأنه سبحانه وعد بالمجازاة بالإحسان على فعل الإحسان حيث قال تعالى :
( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (١) .
كما وعد بالخير معجلاً لفعل الخير بقوله سبحانه :
( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) (٢) .
ووعد أيضاً بالنصر والتأييد من نصره أي نصر دينه بتعلم أحكامه وتطبيق نظامه والدفاع عنه فكرياً وعسكرياً إذا تعرض للخطر من قِبَل الأعداء وذلك بصريح قوله تعالى :
( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) (٣) .
ومن المعلوم أن الله سبحانه أوفى الواعدين وأصدق القائلين . وحيث أن الإمام جاء زائراً بيت الله تعالى بكل حب وصدق وإخلاص فلا بد أن يمهد له سبيل الوصول إلى غرضه الأخروي السامي ليظهر الفرق بين المؤمن المخلص لله سبحانه وغيره ، وذلك بتأييد الأول وخذلان الثاني تطبيقاً لقوله تعالى :
( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) (٤) .
وحيث أن ما حصل للإمام عليهالسلام من الجماهير لم يكن عادياً بل
__________________
(١) سورة الرحمن ، الآية : ٦٠ .
(٢) سورة الزلزلة ، الآية : ٧ .
(٣) سورة محمد ، الآية : ٧ .
(٤) سورة السجدة ، الآية : ١٨ .