وقال آخر :
لا تحسب المجدَ تمراً أنت آكلُه |
|
لن تبلغ المجدَ حتى تلعق الصبرا |
وقال آخر :
لأستسهلن الصعبَ أو أدرك المنى |
|
فما انقادت الآمال إلا لصابر |
وتفترق الأهداف الرسالية عن الأهداف الحياتية الخارجة عن نطاق الرسالة ونهج الشريعة بأن طالب الأولى مضمون النجاح والربح على كل حال لأنه إذا أدرك هدفه المنشود في هذه الحياة يكون قد ظفر بالنجاح المعجل مع الفوز المؤجل الذي يناله غداً يوم القيامه جزاء عمله في سبيله وإذا لم ينل هدفه الحالي فهو لا يخسر ثواب سعيه وعمله في الآخرة :
( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (١) .
وهذا بخلاف طالب الأهداف الحياتية المادية البعيدة عن منهج الدين وخط الاستقامة في طريق التقوى فهو مردد المصير بين النجاح الدنيوي المعجل المؤدي إلى الفشل والخسران الحقيقي يوم الجزاء والخسران المعجل الملزوم للفشل والخسارة الكبرى في الدار الأخرى وذلك هو الخسران المبين .
وإليه أشار الله سبحانه بقوله تعالى :
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) (٢) .
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآيتان : ٨٨ و ٨٩ .
(٢) سورة الكهف ، الآيتان : ١٠٣ و ١٠٤ .