فهو مضمون الحصول يوم الجزاء العادل قال سبحانه :
( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) (١) .
والدرس المذكور مستفاد من سعي هاجر في سبيل تحصيل الماء رغم إيمانها بقدرة الله سبحانه وتمكنه من تحصيل الماء لها ولطفلها ولو بدون حصول البحث عنه وسعيها في سبيل تحصيله .
وذلك لأنها تعلم أن حكمة الله سبحانه قضت أن لا تنال المسببات إلا بأسبابها العادية وأن إعدادها من أجل التوصل بها إلى الهدف المطلوب المشروع مع الاعتماد على الله سبحانه في نجاح السعي وترتب الأثر المقصود عليها ـ هو التوكل المحمود المحبوب لله تعالى .
ولذلك سعت في سبيل تحصيل الماء ولم تجلس في مكانها معتمدة على إيمانها برحمة الله ودعائها وتضرعها له ليحقق لها مطلوبها من دون أن تتحرك في طريق تحصيله .
وذلك لأن طلب حصول الهدف بدون السعي في سبيل تحصيله بسببه العادي ـ هو من التواكل المذموم في مقابل التوكل المحبوب المحمود عند الله الذي يُباركه ويساعد على إنجاحه في الغالب إلا إذا اقتضت الحكمة الإلهية تأخير حصوله إلى الوقت المناسب أو عدم حصوله في حاضر الدنيا ليعطي الله سبحانه للساعي أجر سعيه يوم القيامة وقد تحدثت حول موضوع التوكل بصورة تفصيلية في الجزء الأول من وحي الإسلام صفحة ٢١٦ .
٣ ـ الدرس الثالث : المستفاد من قصة الهجرة المذكورة هو درس
__________________
(١) سورة الزلزلة ، الآية : ٧ .