قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (١) .
وعلى ضوء تحديد الهدف ومعرفة الغاية المقصودة من تشريع وجوب فريضة الحج المقدسة ـ يستطيع الحاج أن يعرف نفسه ويعرف غيره أيضاً نتيجة حجه وهل هي النجاح والفوز بنيل الغاية المقصودة أو الرسوب وبقاؤه على وضعه السابق كالطالب الذي يرسب في امتحانه ويبقى في صفه أو المريض الذي لا يستفيد من علاجه ويبقى على حاله بدون تحسن صحي أو دارس علم النحو ليصون لسانه عن الخطأ في المقال أو علم المنطق ليصون فكره عن الخطأ في البرهنة والاستدلال أو علم الفقه ليعرف الحرام فيتركه والحلال فيفعله ثم يبقى كل واحد من هؤلاء على حاله السابق لعدم صون الأول لسانه والثاني فكره والثالث نفسه من الانحراف عن جادة الشرع .
مع أن المقصود من التفقه في الدين معرفة نهج التقوى ليسير المتفقه فيه ولا ينحرف عنه فإذا لم يترتب هذا الأثر على تعلمه كان أضر عليه من جهله كما ذكر الإمام علي عليهالسلام حيث قال ( على ما أتذكر ) : والعالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أتم والحسرة له ألزم وهو عند الله ألوم .
ومن أجل التوضيح ومعرفة الإنسان الناجح في مدرسة التدين والالتزام نذكر المقياس العام الذي يُعرف به الناجح والراسب في الامتحان الذي يتعرض له الطالب في هذه المدرسة فنقول :
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢١ .