الله فلا ترجُ منه ثواباً (١) فإنه يقول :
( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) (٢) .
هذا وتختلف درجة الإخلاص في النية قوةً وضعفاً باختلافِ درجة إيمان العامل المخلص فهناك قسم من العاملين يُريد بعبادة الله وإطاعته نيل التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة وعبر عن هذا النوع من العبادة بأنه عبادة التجار . وهناك قسم منهم يعبد الله سبحانه ويُطيعه بقصد السلامة من الفشل وعدم التوفيق في حاضر الدنيا ومن عذاب النار في الآخرة وعُبر عن هذا النوع بأنه عبادة العبيد وأُضيف إلى النوعين المذكورين نوع ثالث وهو الذي يصدر من العبد المؤمن الواعي لا بدافع الرغبة ولا بعامل الرهبة بل بدافع المحبة لذات الله سبحانه والإيمان بكونه أهلاً للعبادة ويتجلى هذا النوع السامي الواعي في عبادة العارفين بالله تعالى الذين ذابوا في ذاته المقدسة حبا فازدادوا منه قرباً .
وفي طليعة العارفين بمقام الربوبية وحقها العظيم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام وخصوصاً الإمام علي عليهالسلام القائل في مناجاته لله سبحانه :
إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك (٣) .
وقد عبر عن هذا النوع الثالث من العبادة ـ بعبادة الأحرار كما ورد في حديث مروي عن الإمام الصادق عليهالسلام في حقائق الكاشاني قده ،
__________________
(١) نفس المصدر السابق والصفحة .
(٢) سورة الكهف ، الآية : ١٠٥ .
(٣) الحقائق للكاشاني ( قده ) صفحة ٢٠٢ ، طبعة طهران .