وتفهم هذه الوراثة بوضوح من زيارة وارث التي يخاطب فيها الإمام الصادق جده الحسين عليهالسلام قائلاً :
( السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليه يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله .
السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين ولي الله ) .
وكما تكررت القدرة المثالية والأسوة الحسنة عبر التاريخ لتكون منارة هادية تسير على ضوئها الأجيال الصاعدة في سبيل إدراك الأهداف السامية والغايات الرفيعة المنسجمة مع روح الغاية الكبرى والهدف الأعلى وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والانطلاق في رحاب شريعته السمحاء نحو هدف الفضيلة والعلاء والسعادة والهناء أجل : كما تكررت هذه القدوة الجليلة النبيلة في التاريخ .
تكررت في مقابلها النماذج المنحرفة عن خط السماء لتكون امتداداً لمن سبقها إلى الإنحراف والإنجراف بتيار الهوى والبعد عن منهج الفضيلة والهدى .
وقد بلغ هذا الإنحراف
ذروته في شخص يزيد الذي كان وارثاً لكل الطواغيت في التاريخ ومجدداً لكل ما سبقوا إليه وقاموا به من الظلم والاستبداد والانحراف عن خط الفضيلة والرشاد الأمر الذي أوجب على سيد الشهداء أن يثور عليه ليقف في وجه تيار انحرافه ويضع حداً لكفره وفجوره ويصون بذلك كل رسالات السماء بصيانة رسالة جده التامة الخاتمة التي حملت في طيها كل المبادىء الأساسية المقومة لطبيعة الدين