( إلهي ما عبدتُكَ خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك ) .
هذا ومن المناسب لجو هذا الحديث التنبيه على الوسيلة التي تساعد الإنسان المؤمن على تصفية نيته وتحصيله الإخلاص في عبادته وبعد هذا يترجح ذكر بعض القصص التاريخية المعبرة عن مدى تأثير النية ودورها الإيجابي أو السلبي في نتيجة العمل أو في بعض الحوادث الطارئة بمعزل عن العمل والتصرف الخارجي بحيث تكون النية بوجودها النفسي سبباً لحصول بعض النتائج الإيجابية أو السلبية بالتقدير الإلهي والعدل السماوي فأقول :
إن الوسيلة المساعدة على تصفية النية من الشوائب المنافية للإخلاص فيها هو التفكر في النتائج السلبية المترتبة عليها أي على الشوائب وخصوصاً الرياء منها فهو يسبب خسارة ثواب الإخلاص في العمل مضافاً إلى العقاب الشديد الذي يتعرض له المرائي على ضوء الآيات والروايات الواردة في ذمه واستحقاق العقوبة عليه .
قال سبحانه : ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ﴿٤﴾ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿٥﴾ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴿٦﴾ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴿٧﴾ ) (١) .
وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) (٢) .
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله :
إن النار وأهلها يضجون من أهل الرياء فقيل : يا رسول الله فكيف
__________________
(١) سورة الماعون ، الآيات : ٤ و ٥ و ٦ و ٧ .
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٤٢ .