قيودها المعتبرة وحدودها المرسومة ويكون السجود في هذه الصلاة الممثل الأوضح لذلك القرب المعنوي من اللطف الإلهي حيث ورد في الحديث ما مضمونه : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ـ وربط هذه الصلاة بمقام النبي إبراهيم عليه السلام كان من أجل لفت النظر إلى مقام هذا النبي العظيم ودوره البناء في تشييد بيت الله الحرام مع ولده إسماعيل ـ من الناحية المادية وعمرانه معنوياً بتأدية مناسكه ودعوته الأجيال من أجل أن تسعى لتأدية فريضة الحج المباركة ملبيةً النداء الذي وجهه إليها امتثالاً لأمر الله له بذلك حيث قال سبحانه مخاطباً له :
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) (١) .
هذا مضافاً إلى ما يستفاد من الدروس الكثيرة والعبر العديدة المفيدة من سيرته المستقيمة في منهج السماء وثباته عليه وعدم انحرافه عنه رغم تعرضه لعدة امتحانات وابتلاءات صعبة ـ لا يصمد أمامها إلا من كان مثله في قوة الإيمان والفناء في ذات الله حباً وقرباً ، والامتحانات التي تعرض لها كثيرة .
١ ـ منها : امتحانه بأمره بالهجرة مع زوجته هاجر وطفله اسماعيل الوحيد ليتركهما في واد غير ذي زرع من أرض مكة المكرمة وقد نجح هو وزوجته هذه بانقيادهما لإرادة الله وامتثالهما لأمره وأخيراً جازاهما الله معجلاً بالفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر كما تقدم ـ مضافاً إلى ما نالاه في الآخرة من السعادة الخالدة .
٢ ـ ومنها : امتحانه بنفسه عندما تعرض للإحراق والاحتراق ونجح
__________________
(١) سورة الحج ، الآيتان : ٢٧ و ٢٨ .