وإذا لم يحصل له مطلوبه صبر ورضي بالقضاء والقدر مردداً بلسان المقال أو الحال قول الإمام عليهالسلام : ( ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور ) (١) .
هذا حاصل ما يستفاد من تلك القصة القرآنية المربية ـ وفيما يلي ثلاث قصص تلتقي معها بالمضمون والدلالة الواضحة على مدى تأثير النية في نوعية النتيجة المترتبة عليها والمصبوغة بلونها فإذا كانت نية صالحة حسنةً كانت النتيجة المترتبة عليها كذلك وإذا كانت على العكس كانت النتيجة مثلها .
الأولى من هذه القصص هي قصة ذلك العابد الذي سمع بوجود شجرة تعبد من دون الله سبحانه فأخذه الحماس الديني وانطلق ليقطعها فاعترض إبليس طريقه وقال له : إن قطعتها عبدوا غيرها فارجع إلى عبادتك فقال له العابد : لا بد من قطعها وحصلت بينهما مصارعة فصرعه العابد فقال له إبليس :
أنت رجل فقير فارجع إلى عبادتك وأجعل لك دينارين تحت رأسك كل ليلة ولو شاء الله لأرسل رسولاً يقطعها وماذا عليك إذا لم تعبدها أنت قال نعم فلما أصبح وجد دينارين كما وعده إبليس وفي اليوم الثاني لم يجد شيئاً فخرج لقطعها وحصلت بينهما مصارعة فصرعه إبليس فقال له العابد :
كيف غلبتك أولاً ثم غلبتني ثانياً فقال له : لأن غضبك .
أولاً : كان لله .
__________________
(١) من دعاء الافتتاح المنسوب إلى الإمام المهدي ( عج ) .