وثانياً كان للدينارين .
ودلالة هذه القصة على مدى تأثير الإخلاص في النية في حصول النصر والتغلب على العدو ـ واضحة لا تحتاج إلى مزيد بيان .
الثانية : قصة الأمير شروان وحاصلها أنه خرج ذات يوم للصيد فأدركه العطش فرأى في البرية بستاناً وعنده صبي فطلب منه ماءً فقال له : ليس عندنا ماء قال : إدفع لي رمانة فدفعها له فاستحسنها فنوى أخذ البستان ثم قال له : ادفع لي رمانة أخرى فدفعها له فوجدها حامضة فقال له : أليست هذه الرمانة من نفس الشجرة التي قدمت لي الرمانة الأولى منها ؟ قال : نعم قال له : كيف تغير طعمها ؟ فقال له : لعل نية الأمير تغيرت فرجع عن ذلك في نفسه ثم قال له : ادفع لي رمانة أخرى فدفع له ما طلب منه فوجد الرمانة الأخيرة أحسن وأطيب من الأولى فقال الأمير له : كيف صلحت ؟
قال له الصبي : إنما صلحت بصلاح نية الأمير .
القصة الثالثة : قريبة من الثانية ـ وحاصلها أنه خرج بعض الملوك بنزهة في مملكته فوجد رجلاً ومعه بقرة فحلب له مقداراً كثيراً من الحليب فتعجب الملك ثم نوى أخذها فلما كان الغد حلب منها نصف ما حلبه في اليوم الأول فقال الملك :
كيف نقص حليبها ألم ترع في مكانها بالأمس ؟ قال : بلى ولكن لعل الملك نوى الظلم فرجع عن نيته فرجع حليبها الأول .
وهكذا شاءت الإرادة
الإلهية والحكمة السماوية أن تترتب على النية ـ وهي حالة نفسية داخلية الآثار المناسبة لها سلباً أو إيجاباً نفعاً أو ضرراً كما تترتب على الأفعال الخارجية التي يمارسها الإنسان بإرادته وذلك من