ومن أراد الاطلاع بصورة تفصيلية على أهمية الإنفاق في سبيل الله تعالى ودور البر والإحسان في سعادة الإنسان في كلتا الدارين .
فليطلع على ما نشر في الجزء الأول من وحي الإسلام تحت العناوين التالية ـ وهي ( حول صفة الكرم والسخاء ) ( دور الزكاة والإحسان في سعادة الإنسان ) ( التجارة الرابحة في الدنيا والآخرة ) .
ومن المناسب لموضوع هذا الحديث ذكر القصة التالية التي ذكرها صاحب كتاب ( جزاء الأعمال ) صفحة ١٤ .
وذلك لأنها تبين مدى تأثير الإحسان على نفسية من يُقدم له ليندفع إلى احترام المحسن ومكافأته بالمثل وتقديمه على غيره وخصوصاً إذا كان ذلك الغير مسيئاً له كما هو مضمون هذه القصة وهي كما يلي بلسان المؤلف (١) نفسه حيث يقول فيها :
كنتُ في سفينة مع جماعة من الكبراء فغرق زورقٌ من خلفنا ووقع منه أخوان في دوران التيار فقال أحدهم للملاح خلص هذين الأخوين ولك مني مائة دينار فما أنقذ أحدهما الملاحُ حتى هلك الآخر فقلتُ له : حيث نفد عمره حصل التواني بإنقاذه فتبسم الملاح وقال : إن ما قلته صحيح غير أن ميل خاطري لخلاص هذا كان أكثر .
والسبب في ذلك أني كنت مرة منقطعاً في الصحراء فحملني هذا على جمله وأما ذاك فذقت منه سوطاً لا أنساه ضربني به في عهد صباه فقلتُ صدق الله العظيم حيث قال :
( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ) (٢) .
__________________
(١) هو مجتبى بلوجيان .
(٢) سورة فصلت ، الآية : ٤٦ .