( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) (١) .
ولكنهم كفروا بنعم الله عملياً بعدم صرفها فيما أوجب عليهم صرفها فيه أو بصرفها في سبيل معصيته ليكونوا مصداقاً لقول الشاعر :
أعارك مالَه لتقومَ فيه |
|
بطاعته وتقضي بعضَ حقه |
فلم تقصد لطاعته ولكن |
|
قويت على معاصيه برزقه |
ويُضاف إلى الفائدتين السابقتين وهما زيادة النعمة ودوامها فوائد أخرى عديدة مادية ومعنوية تترتب على الإنفاق في سبيل الله سبحانه ـ منها دفع البلاء وقد أُبرم إبراماً وطول العمل ومحبة الله وخلقه لمن ينفق في سبيل الله ومعاملته بالاحترام والتقدير ومقابلته بالمثل عندما يصبح محلاً للمساعدة .
تجاوباً مع قوله تعالى : ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (٢) .
وقول الشاعر :
أحس إلى الناس تستعبد قلوبهم |
|
فطالما استعبد الإنسان إحسانُ |
هذا مضافاً إلى الجزاء الأوفى الذي وعد به رب العالمين المؤمنين المحسنين بقوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) (٣) .
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ٥٣ .
(٢) سورة الرحمن ، الآية : ٦٠ .
(٣) سورة البينة ، الآيتان ٧ و ٨ .