الكثيرة والفوائد العديدة .
منها زيادة النعمة بسبب الشكر العملي الذي قام به المنفق في سبيل الله تعالى لقوله سبحانه : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (١) .
ومنها دوام النعمة لأن جميع النعم والألاء التي يمن بها الله سبحانه على الإنسان هي في الواقع أمانة له عند من أنعم بها عليه فإذا صرفها وتصرف بها كما أمره الله المالك الحقيقي ـ وجوباً أو استحباباً ـ عبر بذلك عن كونه أميناً محافظاً على الأمانة وذلك يقتضي بطبعه إبقاء صاحبها لها عنده وعدم أخذها منه .
وهذا بخلاف ما إذا صدر منه عكس ذلك فإن النتيجة تكون منسجمة مع مقدمتها وهي عروض النقص بدل الزيادة أو الخسارة والفقدان للنعمة بالكلية بعد وجودها والتمتع بها .
وإلى ذلك أشار الله سبحانه في آخر الآية السابقة بقوله تعالى :
( وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (٢) .
لأن المراد بالكفر على ضوء ما يوحي به جو الآية ـ هو الكفر العملي المقابل للشكر العملي ـ وبقرينة المقابلة بينهما يُفهم أن المراد بالعذاب الذي أنذر به الله سبحانه أعم من العقاب الأخروي بحيث يشمل العقوبة المعجلة الحاصلة بسبب الكفر بنعمة الله تعالى ومن أبرز مصاديقها العقوبة المتحققة بسلب النعمة من الكافر بها قلبياً وعملياً كما حصل من قارون وحصلت له العقوبة المناسبة لذلك ـ أو عملياً كما هو شأن الكثيرين ممن آمنوا بمؤدى قوله تعالى :
__________________
(١) سورة ابراهيم ، الآية : ٧ .
(٢) سورة ابراهيم ، الآية : ٧ .