ويفهم ذلك من قول ذلك الشيخ الجليل لهم : ما لي لا أرى الله موجوداً بينكم ؟
لأنه يقصد بوجوده تعالى بينهم ـ الحضور الذهني والوجود المعنوي القلبي في عالم الشعور والالتفات التفصيلي لحضوره الدائم في مقابل حاله الغفلة والذهول عن هذا الحضور ـ الأمر الذي أدى إلى وضعهم الأول البعيد عن جو الإيمان الخاشع والمبعد عن ذكر الله النافع .
وإلى هذا المعنى أشار الله سبحانه بقوله :
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١) .
ومن المناسب للحديث حول موضوع المرافقة والرفق الإلهي بخلقه سبحانه ختامُه بالأبيات التالية التي جالت في ذهني بعد الفراغ منه وهي كما يلي :
الله دوماً راحمٌ ورفيقُ |
|
ولنا بدرب الصالحات رفيقُ |
خَلَقَ الورى لفضيلةٍ وسعادةٍ |
|
وهُداه للهدفِ الكبيرِ طريقُ |
فمن اسـتقامَ عليه يجني خيره |
|
وعلى الملائك بالصلاح يَفوقُ |
ومن ارعوى يجني الشقاوة عاجلاً |
|
وجزاؤه يوم الحساب حريقُ |
__________________
(١) سورة فاطر ، الآية : ٢٨ .