وقوله سبحانه : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ) (١) .
وبعد نقل القصص الثلاث المذكورة والتعليق عليها بما يناسب موضوع الحديث تذكرت قصة رابعةً مختصرة سمعتها من بعض الخطباء الأجلاء وأحببت ذكرها في المقام لمناسبتها له والتقائها بالمضمون مع تلك القصص المذكورة وحاصلها أنه حصل في مجلس ضم عدداً كثيراً من المنتمين إلى الإسلام على ضوء خط أهل البيت (ع) صراع كلامي ونقاش حاد حول بعض الموضوعات وكان بين الحاضرين في هذا المجلس ـ شيخ جليل القدر متقدم في العمر ومعروف بالتقوى والورع وذكر الله سبحانه فأثاره هذا النقاش وكان بيده عصا يتوكأ عليها فضرب الأرض بها وصاح بصوت جهوري : ما لي لا أرى الله موجوداً بينكم ؟
وحيث أن صوته هذا انطلق من أعماق قلبه المليء بالخوف من الله سبحانه فقد هزّ كيان الحاضرين ليسيطر عليهم الهدوء والخشية من الله سبحانه .
ومما تقدم بيانه مفصلاً حول تأثير الإحساس والشعور بحضور الله سبحانه ومرافقته لكل الكائنات بالعلم والإشراف والقدرة والتدبير وللمكلفين على وجه الخصوص بالمرافقة وتسجيل ما يصدر منهم من حسنات وسيئات تمهيداً للحساب والجزاء العادل في وقته المناسب .
أجل : بعد معرفة تأثير الإحساس بالحضور الإلهي ومرافقته سبحانه بالمعنى الأول ـ في سلوك الإنسان واستقامته في خط التقوى ـ ندرك بوضوح سبب تحول الحاضرين في ذلك المجلس من حالة ووضع مبعد عن الله سبحانه إلى وضع آخر مقرب منه .
__________________
(١) سورة الشورى ، الآية : ٤٠ .