وبعد التدبر في
الأسرار والحِكَم التي كانت الباعثَ لخلق الله سبحانه الأكوان بما فيها الإنسان وإنزاله الشرائع والأديان . ندرك بجلاء ووضوح ـ أنها
كمال الإنسان وسعادتهُ في الدنيا والآخرة . وذلك لأن ما أودعه
الله تعالى في الكون من النظم التكوينية يساهم في إنعاش الجانب المادي منه وما يحفل به من التشريع السماوي وينطوي عليه من المصالح والحِكم يساهم في إنعاشه مادياً ومعنوياً . وبانتعاشه وتطوره
يرتقي إلى المستوى الرفيع الذي أراد الله سبحانه صعوده إليه ويصبح قادراً على النهوض بدور الخلافة الذي خلقه من أجله ونص عليه بقوله تعالى : (
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )
(١) . وأراد تعالى أن يلفت
نظرهم إلى كفاءته وقدرته على قيامه بهذا الدور من خلال أمرهم بالسجود له بقوله تعالى : (
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) (٢) . ويظهر أثر العبادة
ودورها الإيجابي في بناء الشخصية الإسلامية السامية وصنع المجتمع الرسالي المتضامن المتكامل من خلال ملاحظة ما يترتب على الارتباط بالله سبحانه والانقياد لإرادته الحكيمة المتمثل بتطبيق شريعته القويمة من فوائد معنوية ومادية كثيرة ناشئة من فعل الواجبات __________________ (١)
سورة البقرة ، الآية : ٣٠ . (٢)
سورة البقرة ، الآية : ٣٤ .