الإنسان وعزته . لذلك أمر الله به بصريح قوله تعالى :
( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) (١) .
ويدخل في إطار التشريعات واضحة الحكمة ـ وجوب الخمس والزكاة ووجوب العدل واستحباب التصدق وإغاثة الملهوف ومساعدة الفقير وحرمة الظلم وأما فريضتا الصوم والصلاة فقد أصبحتا واضحتي الحكمة والمنفعة على ضوء ما كتب حولهما من المؤلفات والأبحاث التي شرحت أسرار العبادات وفوائدها وقد بينت الكثير من فوائد الصوم ومنافعه المادية والروحية في الجزء الثاني من وحي الإسلام حول فلسفة الصيام .
وكذلك فريضة الحج فقد أصبحت الحكمة المقصودة من تشريع وجوبها جلية بصورة عامة وبلحاظ أصل التشريع نظراً لما يترتب على تأديتها من فوائد كثيرة ومنافع عديدة أشار الله سبحانه إليها بقوله :
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) (٢) .
إلا أن الكثير من شعائر هذه الفريضة المقدسة لا يزال محاطاً بالغموض الأمر الذي قد يسبب التقليل من أهميتها في نظر الكثيرين من المكلفين الذين لم يتعمق في قلوبهم الإيمان بحكمة الله سبحانه وأنه لا يشرع حكماً ولا يخلق شيئاً إلا لحكمة ومصلحة ـ وعدم معرفتنا بها واطلاعنا عليها لا يكشف عن انتفائها وعدم وجودها في لوح الواقع .
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية : ٦٠ .
(٢) سورة الحج ، الآيتان : ٢٧ و ٢٨ .