والشعائر الواجبة في الحج التي كانت ولا تزال محاطة بشيء من الغموض كثيرة .
منها : الإحرام وتقييده بكونه من ميقات معين بالنسبة إلى كل شخص أو جماعة تأتي من مصرها إلى مكة المكرمة حيث قيد إحرامها بالميقات الواقع في طريقها إلى بيت الله الحرام ولا يسمح لأي فرد منهم بعقد الإحرام من مكان آخر سابق عليه أو متأخر عنه إلا للضرورة على تفصيل مذكور في محله من مناسك الحج .
ومنها : التجرد من الثوب المخيط بالنسبة إلى الرجل وارتداء ثوبي الاحرام المشروطين بنوعية معينة مع اشتراط ارتدائهما بكيفية خاصة وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطواف وقيوده من حيث كمية أشواطه ومكان ابتدائه وانتهائه وكيفية الإتيان به .
ونفس الشيء يقال في السعي وعدد أشواطه وقيود أمتثاله من حيث البداية والنهاية وتزداد الغرابة والحيرة في استحباب الهرولة التي يخرج بها الحاج عن وقاره وهيبته ويقرب منها في الغرابة والاستغراب الرمي والذبح في هذه الأيام التي تحرق فيها الذبائح أو تدفن ولا يترتب على ذبحها أي أثر إيجابي في حق الحاج نفسه أو في حق غيره .
وحيث أن خفاء الحكمة وعدم ظهورها في تشريع الأحكام قد يسبب التشكيك في الحكمة الإلهية والتسامح في تأدية الوظيفة الشرعية من قبل الكثيرين الذين لم يتوفقوا لتحصيل العقيدة الراسخة والإيمان الجازم بعدالة الله وحكمته .
فقد مست الحاجة
واقتضت المصلحة القوية أن يُكشف النقاب عن وجه الحكمة والسر في تشريع الأحكام قدر الإمكان ولو على وجه