يرضى ويسخط ويقال في الدعاء اللهم ارض عني ولا تسخط علي وتولني ولا تعادني ولا يجوز أن يقال يقدر أن يعلم ولا يقدر أن لا يعلم ويقدر أن يملك ولا يقدر أن لا يملك ويقدر أن يكون عزيزا حكيما ولا يقدر أن لا يكون عزيزا حكيما ويقدر أن يكون جوادا ولا يقدر أن لا يكون جوادا ويقدر أن يكون غفورا ولا يقدر أن لا يكون غفورا ولا يجوز أيضا أن يقال أراد أن يكون ربا وقديما وعزيزا وحكيما
______________________________________________________
يعتبر الفعل فيه لا إثباتا ولا نفيا ، فما يكون من صفات الذات التي لا شائبة للفعل فيها كالعلم والقدرة وغيرهما ، لا يجوز أن ينسب إليها القدرة ، فإن القدرة إنما يصح استعمالها مع الفعل والترك ، فلا يقال يقدر أن يعلم ولا يقال ولا يقدر أن لا يعلم ، لأن العلم لا شائبة فيه من الفعل.
أقول : ويحتمل أن يكون الواو للحال ، والحاصل : أن من لا يقدر أن لا يعلم كيف يصح أن يقال له يقدر أن يعلم ، إذ نسبة القدرة إلى طرفي الممكن على السواء وأما الجود والغفران فيحتمل أن يكونا على سياق ما تقدم بأن يكون المراد بالجواد ذات يليق به الجود ، وبالغفور من هو في ذاته بحيث يتجاوز عن المؤاخذة لمن يشاء ، فمرجعه إلى خيريته وكماله وقدرته ، لا فعل الجود والمغفرة حتى يكونا من صفات الفعل ، ويحتمل أن يكونا مقطوعين عن السابق ، لبيان كون الجود وفعل المغفرة مقدورين.
الثالث : ما أشار إليه بقوله : ولا يجوز أن يقال أراد أن يكون ربا.
والحاصل : أن الإرادة لما كانت فرع القدرة فما لا يكون مقدورا لا يكون مرادا ، وقد علمت أن الصفات الذاتية غير مقدورة فهي غير مرادة أيضا ، ولكونها غير مرادة وجه آخر وهو قوله : لأن هذه من صفات الذات « إلخ » ومعناه أن الإرادة لكونها من صفات الفعل فهي حادثة ، وهذه الصفات يعني الربوبية والقدم وأمثالهما لكونها من صفات الذات فهي قديمة ، ولا يؤثر الحادث في القديم فلا تعلق للإرادة بشيء منها ، وقوله : ألا ترى توضيح لكون الإرادة لا تتعلق بالقديم بأن إرادة شيء