أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة وأن لهم الطاعة المفترضة.
وقلت للناس تعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان هو الحجة من الله على خلقه قالوا بلى قلت فحين مضى رسول الله صلىاللهعليهوآله من كان الحجة على خلقه فقالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به
______________________________________________________
وإرادته للخير ، وكراهته للشر والقبيح ، وأنه لا يخل بالحسن ، ولا يأتي بالقبيح ، فلا يخل باللطف إلى عباده ، وإنما يتم بالأمر بالحسن والنهي عن القبيح الموجبين للرضا بالطاعة ، والسخط على المعصية ، وإنما يعرف أمره ونهيه وإرادته وكراهته بالوحي ، أو بإرسال الرسول ، فمن لم يأته الوحي فعليه طلب الرسول ، فإذا طلب اطلع عليه بالآيات والحجج الدالة على رسالته.
قوله : وقلت للناس ، أي للعامة مناظرا لهم في الإمامة « فقالوا القرآن » أي هو كاف لرفع حاجة الخلق ، ولا حاجة إلى غيره كما قال إمامهم : حسبنا كتاب الله « فنظرت » في نفسي بدون أن أقول لهم ، أو بتقدير القول « في القرآن فهو إذا يخاصم به المرجئي » أي لا يغني عن المبين له ، إذ يخاصم به الفرق المختلفة حتى يغلب كل منهم خصمه بما يجده في القرآن لإجماله وإغلاقه ، وكونه ذا وجوه ومحامل.
وفي النهاية : المرجئة فرقة من فرق الإسلام ، يعتقدون أنه لا يضر مع الأيمان معصية كما أنها لا ينفع مع الكفر طاعة ، سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم عن المعاصي أي أخره عنهم ، والمرجئة تهمز ولا تهمز ، وكلاهما بمعنى التأخير ، يقال : أرجأت الأمر وأرجأته إذا أخرته فتقول من الهمز رجل مرجىء ، وهم المرجئة وفي النسب مرجئي مثل مرجع ومرجعة ومرجعي ، وإذا لم تهمز قلت رجل مرج ومرجئة ومرجي ، مثل معط ومعطية ومعطي ، انتهى.
وقد تطلق المرجئة على كل من أخر أمير المؤمنين عن مرتبته ، وقد عرفت