أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي قال قلت لا ما أفعل جعلت فداك.
قال فقال لي أترغب بنفسك عني قال قلت له إنما هي نفس واحدة
______________________________________________________
الطارق أو مرسله إماما مفترض الطاعة كأبيك وأخيك يدعوني إلى الخروج معه خرجت معه.
واعلم أن الأخبار في حال زيد مختلفة ، ففي بعضها ما يدل على أنه ادعى الإمامة فيكون كافرا ، وفي كثير منها أنه كان يدعو إلى الرضا من آل محمد وأنه كان غرضه دفع هؤلاء الكفرة ورد الحق إلى أهله ، وربما يقال : إنه كان مأذونا عن الصادق عليهالسلام باطنا وإن كان ينهاه بحسب الظاهر تقية وفيه بعد ، وقيل : كان جهاده لدفع شرهم عنه وعن أهل البيت عليهمالسلام كجهاد المرابطين في زمن الغيبة لدفع الكفرة ، أو كمجاهد المرء عدوه على سبيل الدفع عن نفسه وحرمه وماله ، وإجماله في القول لئلا تتخلف عنه العامة وتتضرر منه الخاصة ، ولعل حمله على أحد هذه الوجوه أولى ، فإن الأصل فيهم كونهم مشكورين مغفورين ، وقد وردت الأخبار في النهي عن التعرض لأمثالهم بالذم ، وأنهم يوفقون عند الموت للرجوع إلى الحق ، والاعتقاد بإمام العصر « أترغب بنفسك عني » أي أترغب عني ولا تميل إلى بسبب نفسك ، وخوفا عليها أن تقتل ، أو المعنى أتعد نفسك أرفع من أن تبايعني أو ترى لنفسك فضلا فتحافظ عليها ما لم تحافظ علي ، أو فتظن أنك أعرف بأمر الدين مني وأن ما تراه في ترك الخروج لدفع شر هؤلاء أولى مما أراه من مجاهدتهم لدفعهم ، قال في النهاية : فيه ، إني لأرغب بك عن الأذان ، يقال رغبت بفلان عن هذا الأمر إذا كرهته وزهدت له فيه ، وفي القاموس : رغب بنفسه عنه بالكسر : رأى لنفسه عليه فضلا.
« إنما هي نفس واحدة » أي ليس لي نفسان إن أتلفت إحداهما في معصية الله تداركت بالأخرى طاعة الله ، فلا بد لي من أن أنظر لها ولا أضيعها ، وقيل : المعنى لست إلا رجلا واحدا ليس لي أتباع فلا ينفعك نصرتي ، ويحتمل أن يراد أن الحجة نفس واحدة ، ومعلوم أن أخاك أو ابن أخيك حجة فكيف تكون أنت حجة ، و