لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل : يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه.
______________________________________________________
فقوله : ونحن الأعراف كقوله صلىاللهعليهوآله : أنا كلام الله الناطق ، ولعل قوله عليهالسلام : ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا ، بالنظر إلى أحوال الدنيا ، وقوله : ونحن الأعراف يعرفنا الله تعالى ، بالنظر إلى أحوال العقبى.
وقوله : « وعرفناه » الظاهر أنه من المجرد أي مناط دخول الجنة معرفتهم بنا بالحجية والولاية ، ومعرفتنا إياهم بكونهم أنصارنا وموالينا ، وربما يقرأ من باب التفعيل ، أي مناط دخول الجنة معرفتهم بنا وبإمامتنا وتعريفنا ما يحتاجون إليه.
وقيل في تأويل الآية : إن قوله تعالى : « وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ » بيان لحال المقربين والحجج في الدنيا ، فإن معرفة الطائفتين والتميز بينهما بالسيماء والعلامة إنما تكون في الدنيا ، وأما في الآخرة فالامتياز بين الفريقين في غاية الظهور لا يحتاج إلى أن يعرف بالسيماء ، وكذا قوله : « لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ » يناسب حالهم في الدنيا وكذا قوله : « وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ » يعني إذا أرادوا أهل النار الذين عرفوهم بسيماهم وما هم عليه من الكفر أو الفسق ظاهرا كان أو باطنا استعاذوا بالله ودعوا الله أن لا يجعلهم من القوم الظالمين. وأما قوله تعالى : « وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ » فيحتمل الوقوع في الدارين ، وكذا قوله : « وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ » الآية وإن كان الظاهر فيه كونه حكاية قولهم في الآخرة ، بأن يكون معناه : ونادى أصحاب الآخرة رجالا كانوا يعرفونهم في الدنيا بسيماهم وقالوا ذلك القول ولكن يجوز حمله علي الوقوع في الدنيا ، أو على ما هو أعم.
وعلى أي تقدير لا ينافي كون ما سبق من المذكورات إخبارا عن حال العارفين في الدنيا ، فقوله عليهالسلام : نحن على الأعراف ، تنبيه على أن معنى « عَلَى الْأَعْرافِ » علي المعرفة ، وأن كلمة « على » هنا للاستعلاء المعنوي لا المكاني ، وفيه إشارة إلى أن