كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع.
١٠ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن محمد ، عن بكر بن صالح ، عن الريان بن شبيب ، عن يونس ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر عليهالسلام يا أبا حمزة يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فاطلب لنفسك دليلا.
______________________________________________________
إلى عيون كدرة يفرغ « على بناء المجرد المعلوم أو الأفعال معلوما أو مجهولا » بعضها في بعض أو من بعض ، قال الجوهري : فرغ الماء بالكسر يفرغ فراغا مثل سمع يسمع سماعا أي انصب وأفرغته أنا « انتهى ».
والحاصل أنه عليهالسلام شبه العلم بالماء لأنه سبب للحياة الروحاني ، كما أن الماء سبب للحياة البدني ، وقد شبه به في كثير من الآيات الفرقانية ، وشبه علوم علماء المخالفين وخلفائهم بالمياه النابعة من العيون القليلة الماء المكدرة بالطين وغيره ، ينقطع ينعها وينفد ماؤها بأخذ شيء قليل منها ، لأنهم خلطوا شيئا قليلا وصل إليهم من الحكم والشرائع ، بالشبه الباطلة والأوهام الفاسدة ، وإن أجابوا عن قليل من المسائل ينتهي علمهم ، ولا يجيبون فيما سواها ، ويفرغ بعضها في بعض ، أي يأخذ هذا عن هذا وهذا عن هذا ولا ينتهي علمهم إلى من يستغني بعلمه عن علم غيره ، فهي قاصرة كما وكيفا ، وشبه علوم أهل البيت عليهمالسلام بالمياه الجارية عن عيون صافية تجري بأمر ربها ، لا نفاد لها ولا انقطاع ، إذ بحار العلوم والحكم فائضة أبدا على قلوبهم من منابع الوحي والإلهام ، ولا تشوب بالآراء والأوهام.
الحديث العاشر : ضعيف.
والمراد بطرق السماء ، الطرق المعلومة بالوحي ، النازل من السماء ، أو الطرق الموصلة إلى الجنة التي في السماء ، أو الطرق المؤدية إلى سماء المعرفة والكمال ، والأعرفية ظاهرة إذ الأمور المحسوسة أوضح من الأمور المعقولة.