يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ »
______________________________________________________
وثالثها : أنه منسوب إلى الأم ، والمعنى أنه على ما ولدته أمه قبل تعلم الكتابة.
ورابعها : أنه منسوب إلى أم القرى وهو مكة ، وهو المروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام « انتهى ».
وأقول : اختلفوا في أن النبي صلىاللهعليهوآله هل كان يقدر أن يقرأ ويكتب أم لا؟
والذي يقتضيه الجمع بين الأخبار أنه صلىاللهعليهوآله لم يكن تعلم الخط والقراءة من أحد من البشر ، لكنه كان قادرا على الكتابة وعالما بالمكتوب بما علم به سائر الأمور من قبل الله تعالى ، ولم يكن يقرأ ويكتب ليكون حجته علي قومه أتم وأكمل.
« الَّذِي يَجِدُونَهُ » قال الطبرسي : معناه يجدون نعته وصفته ونبوته مكتوبا في الكتابين ، لأنه مكتوب في التوراة في السفر الخامس : « إني سأقيم لهم نبيا من إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فيه ، فيقول لهم كلما أوحيته به » وفيها أيضا مكتوب : « وأما ابن الأمة فقد باركت عليه جدا جدا ، وسيلد اثنا عشر عظيما وأؤخره لأمة عظيمة » وفيها أيضا : « أتانا الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران ».
وفي الإنجيل بشارة بالفارقليط في مواضع ، منها : « نعطيكم فارقليط آخر يكون معكم آخر الدهر كله » وفيه أيضا قول المسيح للحواريين : « أنا أذهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه ، إنه نذيركم بجميع الحق ويخبركم بالأمور المزمعة ويمدحني ويشهد لي ».
« وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ » هذا من تتمة المكتوب أو ابتداء من قول الله تعالى للنبي صلىاللهعليهوآله « وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ » أي ثقلهم ، شبه ما كان على بني إسرائيل من التكليف الشديد بالثقل « وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ » أي العهود التي كانت في ذمتهم ،