الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل
______________________________________________________
الذي فرق بين الحق والباطل كما ذكره الفيروزآبادي ، أو الفارق بين أهل الجنة وأهل النار « وأنا صاحب العصا والميسم » قال في النهاية : الميسم هي الحديدة التي يوسم بها ، وأصله موسم فقلبت الواو ياءا لكسرة الميم « انتهى ».
وهذا إشارة إلى أنه عليهالسلام الدابة التي أخبر بها في القرآن بقوله : « وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ » (١) وروي عن ابن عباس وابن جبير وغيرهما قراءة تكلمهم بالتخفيف وفتح التاء وسكون الكاف من الكلم بمعنى الجراحة.
وقال الطبرسي روح الله روحه : هي دابة تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر ، وعند ذلك يرتفع التكليف ولا تقبل التوبة ، وهو علم من أعلام الساعة ، وروى محمد بن كعب القرظي قال : سئل علي عليهالسلام عن الدابة؟ فقال : أما والله ما لها ذنب وإن لها اللحية ، وفي هذا إشارة إلى أنها من الإنس ، وعن حذيفة عن النبي صلىاللهعليهوآله السلام قال : دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ، فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر ، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهماالسلام ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم ، حتى يقال يا مؤمن ويا كافر « انتهى ».
وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال له : قم يا دابة الله ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال : لا والله ما هو إلا له خاصة ، وهو الدابة التي ذكرها الله في كتابه : « وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ » الآية ، ثم قال : يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ، فقال رجل
__________________
(١) سورة النمل : ٨٢.