بمثل ما أقروا به لمحمد صلىاللهعليهوآله ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الرب وإن
______________________________________________________
الخارج عنهم ، ولا يخفى ما فيه.
« ولقد أقرت لي » أي أذعنت لي بالولاية والفضل كما أذعنت له صلىاللهعليهوآله « ولقد حملت على مثل حمولته » على بناء المجهول ، والحمولة بالفتح ما يحمل عليه من الدواب أي حملني الله على ما حمل عليه نبيه من التبليغ والهداية والخلافة ، أو يكون خبرا عن المستقبل ، أتى بالماضي لتحقق وقوعه ، أي يحملني الله في القيامة على مثل مراكبه من نوق الجنة وخيولها ، فتناسب الفقرة التالية لها ، وشهد كثير من الأخبار بها أو في الرجعة ، كما رواه الراوندي في الخرائج بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال الحسين بن علي عليهماالسلام لأصحابه قبل أن يقتل : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لي : يا بني إنك لتساق إلى العراق وهي أرض قد التقى فيها النبيون وأوصياء النبيين ، وعلى أرض تدعي غمورا وإنك لتشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك ، لا ـ يجدون ألم مس الحديد ، وتلا « يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً » (١) يكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما ، فأبشروا فو الله لئن قتلونا فإنا نرد إلى نبينا صلىاللهعليهوآله ، ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة توافق ذلك خرجة أمير المؤمنين وقيام قائمنا وحياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله لم ينزلوا إلى الأرض قط ، ولينزلن علي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ، ولينزلن محمد وعلي وأنا وأخي وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب ، خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ، ثم ليبرزن محمد صلىاللهعليهوآله لواءه وليدفعنه إلى قائمنا عليهالسلام مع سيفه ، ثم أنا أمكث بعد ذلك ما شاء الله « الخبر ».
ويمكن أن يقرأ على بناء المعلوم ، أي حملت أحمالي على مثل ما حمل صلىاللهعليهوآله أحماله عليه في ولاية الأمر الجاري على وفق أحكام الله وحكمه ، أو حملت اتباعي وشيعتي على ما حمل صلىاللهعليهوآله أصحابه عليه من أحكام القرآن ، ويمكن أن يقرأ على
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٦٩.