وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمرهصلىاللهعليهوآله « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً » (١)
______________________________________________________
كل شيء من القرآن فلا بد من وجود الإمام المنصوص ، والأول أظهر.
« وأنزل في حجة الوداع » قال بعض العامة ناقلا عن عمر : أن هذه الآية نزلت يوم عرفة في حجة الوداع في عرفات ، وقال مجاهد : نزلت يوم فتح مكة وذهبت الإمامية إلى أنها نزلت في غدير خم يوم الثامن عشر من ذي الحجة في حجة الوداع ، بعد ما نصب عليا عليهالسلام للخلافة بأمر الله تعالى ، وقد دلت على ذلك الروايات المستفيضة من طرقنا وطرق العامة ، فقد روى السيد ابن طاوس قدسسره في كتاب الطرائف نقلا من مناقب ابن المغازلي الشافعي ، وتاريخ بغداد للخطيب عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي بن أبي طالب عليهالسلام وقال : ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر : بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » ورواه الصدوق (ره) في مجالسه أيضا.
وروى السيد أيضا في كتاب كشف اليقين نقلا من كتاب محمد بن أبي الثلج من علماء المخالفين بإسناده عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : أنزل الله عز وجل على نبيه صلىاللهعليهوآله بكراع الغميم (٢) « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ » في علي عليهالسلام « وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ » (٣) » فذكر قيام رسول الله بالولاية بغدير خم ، قال : ونزل جبرئيل عليهالسلام بقول الله عز وجل : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً » بعلي أمير المؤمنين في هذا اليوم ، أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم وأتم عليكم نعمته ورضي لكم الإسلام دينا ، فاسمعوا له وأطيعوا تفوزوا وتغنموا.
__________________
(١) سورة المائدة : ٣.
(٢) كراع الغيم : واد بين مكة والمدينة.
(٣) سورة المائدة : ٦٧.