ومصابيح للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للإسلام جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها.
فالإمام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه وفي البرية حين برأه ظلا قبل
______________________________________________________
أكثر ، ويحتمل أن يكون كناية عن تجديد الآثار القديمة المندرسة ، وفي القاموس : التألد كصاحب والتلد بالفتح والضم والتحريك والتلاد والتليد والاتلاد والمتلد : ما ولد عندك من مالك أو نتج.
« جرت بذلك » الباء للسببية ، وذلك إشارة إلى مصدر جعلهم أو إلى جميع ما تقدم فيهم « مقادير الله » أي تقدير الله « على محتومها » حال عن المقادير أي كائنة على محتومها ، أو متعلق بجرت أي جرت بسبب تلك الأمور المذكورة الحاصلة فيهم تقديرات الله على محتومها ، أي قدرها الله تقديرا حتما لا بداء فيها ولا تغيير « والهادي المنتجي » أي المخصوص بالمناجاة ، وإيداع الأسرار ، قال الجوهري : انتجى القوم وتناجوا أي تساروا وانتجيته أيضا إذا اختصصته بمناجاتك « والقائم » أي بأمر الإمامة « المرتجي » أي للخير والشفاعة في الدنيا والآخرة « واصطنعه على عينه » أي خلقه ورباه وأحسن إليه ، متعينا بشأنه ، عالما بكونه أهلا لذلك قال الله تعالى : « وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي » (١) قال البيضاوي : أي ولتربي ويحسن إليك وأنا راعيك وراقبك ، وقال غيره : على عيني أي بمرأى مني ، كناية عن غاية الإكرام والإحسان ، وقال تعالى : « وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي » (٢) قال البيضاوي : أي واصطفيتك لمحبتي مثله فيما خوله من الكرامة بمن قربه الملك واستخلصه لنفسه.
« في الذر حين ذرأه » الذر بالفتح صغار النمل ، الواحدة ذرة ، أستعير هنا لما يشبهها من الأجسام الصغار التي تعلقت بها الأرواح في الميثاق كما سيأتي ، وذرأه بالهمز كمنعه إذا خلقه ، وربما يقرأ بالألف المنقلبة عن الواو ، أي فرقه وميزه حين أخرجه من صلب آدم « والبرية » بتشديد الياء : المخلوقون من برأه كمنعه إذا خلقه ، وهو
__________________
(١) سورة طه : ٣٩.
(٢) سورة طه : ٤١.