أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ » (١) قال هم الأئمة عليهمالسلام.
______________________________________________________
« يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ » قال : اختلف في معناه على وجوه « أحدها » أنهم يتبعونه يعني التوراة أو القرآن حق اتباعه ، ولا يحرفونه ثم يعملون بحلاله ويقفون عند حرامه « وثانيها » أن المراد يصفونه حق صفته في كتبهم لمن يسألهم من الناس ، وعلى هذا يكون الهاء راجعة إلى محمد صلىاللهعليهوآله « وثالثها » ما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام إن حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار ، يسأل في الأول ويستعيذ في الأخرى « ورابعها » أن المراد يقرءونه حق قراءته ، يرتلون ألفاظه ويفهمون معانيه « وخامسها » أن المراد يعملون حق العمل به فيعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه ، « أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ » أي بالكتاب ، وقيل : بالنبي ، انتهى.
وأقول : على تفسيره عليهالسلام لعل المراد الذين أورثناهم القرآن لفظا ومعنى ، فإن جميع القرآن عندهم وعلم جميعه مختص بهم ، وجملة « يَتْلُونَهُ » خبر المبتدأ و « حَقَّ تِلاوَتِهِ » قراءته كما نزل به جبرئيل بدون زيادة ولا نقصان في اللفظ ، ولا في حركاته وسكناته ، وبدون تغيير في ترتيب نزوله مع فهم جميع معانيه ظهرا وبطنا ، ومعلوم أن قراءته على الوجه المذكور مخصوص بهم عليهمالسلام ، لما سيأتي أنه لا يجمع القرآن غيرهم ، ولا يعلم معاني القرآن إلا هم ، وهم المؤمنون به حقا إذ من لم يعرف جميع معانيه لا يؤمن به حق الإيمان.
__________________
(١) سورة البقرة : ١٢٠.