وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ » (١) قال إنما عنى بذلك الأئمة عليهمالسلام بهم عقد الله عز وجل أيمانكم
______________________________________________________
وقال بعضهم : المعاقدة هنا هي المصاهرة ، وما ذكره عليهالسلام في الخبر هو المتبع ، فيكون إشارة إلى إرث الإمام عليهالسلام عند فقد سائر الوراث.
« بهم عقد الله عز وجل أيمانكم » لعل المراد بالإيمان العهود الإيمانية ، وعقد الحبل والعهد شده وأحكامه ، أي بولايتهم والإقرار بإمامتهم شد الله عهود أيمانكم ، وحكم بكونكم مؤمنين في الميثاق وفي الدنيا ، فيكون بيانا لحاصل المعنى ، ويكون المراد في الآية عقدت أيمانكم بولايتهم دينكم أو عقدت أيديكم بيعتهم وولايتهم.
قال في النهاية في حديث ابن عباس في قوله : « والذين عاقدت أيمانكم » المعاقدة المعاهدة ، والميثاق والأيمان جمع يمين القسم أو اليد.
وقال الطبرسي رحمهالله في حجة القراءتين ، قال أبو علي : الذكر الذي يعود من الصلة إلى الموصول ينبغي أن يكون ضميرا منصوبا ، فالتقدير والذين عاقدتهم أيمانكم ، فجعل الأيمان في اللفظ هي المعاقدة ، والمعنى على الحالفين الذين هم أصحاب الأيمان ، والمعنى الذين عاقدت حلفهم أيمانكم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، فعاقدت أشبه بهذا المعنى ، لأن لكل نفس (٢) من المعاقدين يمينا على المخالفة ، ومن قال عقدت أيمانكم كان المعنى عقدت حلفهم أيمانكم فحذف الحلف وأقام المضاف إليه مقامه ، والذين قالوا « عاقدت » حملوا الكلام على اللفظ ، لأن الفعل لم يسند إلى أصحاب الأيمان في اللفظ وإنما أسند إلى الأيمان.
__________________
(١) سورة النساء : ٣٣.
(٢) وفي المصدر « لكل نفر .... ».