شباب الصيرفي ، عن داود بن القاسم الجعفري قال قلت لأبي جعفر الثاني عليهالسلام جعلت فداك ما « الصَّمَدُ » قال السيد المصمود إليه في القليل والكثير.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس
______________________________________________________
وقال ابن قتيبة : الدال فيه مبدلة من التاء وهو الصمت ، وقال بعض اللغويين : الصمد هو الأملس من الحجر لا يقبل الغبار ولا يدخله ولا يخرج منه شيء ، فعلى الأول عبارة عن وجوب الوجود والاستغناء المطلق واحتياج كل شيء في جميع أموره إليه ، أي الذي يكون عنده ما يحتاج إليه كل شيء ، ويكون رفع حاجة الكل إليه ولم يفقد في ذاته شيئا مما يحتاج إليه الكل وإليه يتوجه كل شيء بالعبادة والخضوع وهو المستحق لذلك ، وأما على الثاني فهو مجاز عن أنه تعالى أحدي الذات ، أحدي المعنى ، ليست له أجزاء ليكون بين الأجزاء جوف ، ولا صفات زائدة فيكون بينها وبين الذات جوف ، أو عن أنه الكامل بالذات ، ليس فيه جهة استعداد وإمكان ، ولا خلو له عما يليق به ، فلا يكون له جوف يصلح أن يدخله ما ليس له في ذاته ، فيستكمل به ، فالجوف كناية عن الخلو عما يصلح اتصافه به ، وأما علي الثالث فهو كناية عن عدم الانفعال والتأثر عن الغير ، وكونه محلا للحوادث كما مر عن الصادق عليهالسلام : أن الرضا دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال ، لأن المخلوق أجوف معتمل مركب للأشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه لأنه واحد واحدي الذات واحدي المعنى ، وقد ورد بكل من تلك المعاني أخبار.
وقد روى الصدوق في التوحيد ومعاني الأخبار خبرا طويلا مشتملا على معاني كثيرة للصمد ، وقد نقل بعض المفسرين عن الصحابة والتابعين والأئمة واللغويين قريبا من عشرين معنى ، ويمكن إدخال جميعها فيما ذكرنا من المعنى الأول ، لأنه لاشتماله على الوجوب الذاتي يدل على جميع السلوب ، ولدلالته على كونه مبدء للكل يدل على اتصافه بجميع الصفات الكمالية ، وبه يمكن الجمع بين الأخبار المختلفة الواردة في هذا المعنى ، وقد أوردنا الأخبار في كتاب بحار الأنوار.
الحديث الثاني : مجهول كالصحيح ، وقوله : واحد خبر إن والجملتان