وأوجاعها ، ومن حكّة المأق ويجفّف رطوبتها . وقال في الكافور : يقع في أدوية الرمد الحارّ . وقال : المرّ يملأ قروح العين ، ويجلو بياضها ، وينفع من خشونة الأجفان ، ويحلّل المدّة في العين بغير لدغ ، وربّما حلّل الماء في ابتداء نزوله إذا كان رقيقاً .
٢١ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ لنا فتاة كانت ترى الكوكب مثل الجرّة . قال : نعم ، وتراه مثل الحبّ ! قلت : إنّ بصرها ضعيف ، فقال : اكحلها بالصبر والمرّ والكافور ، أجزاءً سواءً . فكحلناها به فنفعها (١) .
بيان : « وتراه » أي بعد ذلك إن لم تعالج ، أو أنّها ترى في الحال كذلك .
٢٢ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن داود بن محمّد ، عن محمّد بن الفيض ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كنت عند أبي جعفر ـ يعني أبا الدوانيق ـ فجاءه (٢) خريطة ، فحلّها ونظر فيها ، فأخرج منها شيئاً فقال : يا أبا عبد الله أتدري ما هذا ؟ قلت : ما هو ؟ قال : هذا شيء يؤتى به من خلف إفريقية من طنجة أو طينة ـ شكَّ محمّد قلت : ما هو ؟ قال : جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد ، وهو جيّد للبياض يكون في العين يكتحل بهذا فيذهب بإذن الله عزّ وجلّ . قلت : نعم ، أعرفه ، وإن شئت أخبرتك باسمه وحاله . قال : فلم يسألني عن اسمه .
قال : وما حاله ؟ فقلت : هذا جبل كان عليه نبيٌّ من أنبياۤء بني إسرائيل هارباً من قومه يعبد الله عليه ، فعلم به قومه فقتلوه وهو يبكي على ذلك النبيّ ، وهذه القطرات من بكائه ، وله من الجانب الآخر عين ينبع من ذلك الماء بالليل والنهار ، ولا يوصل إلى تلك العين (٣) .
__________________
(١) روضة الكافي : ٣٨٣ .
(٢) في المصدر : فجاءته .
(٣) روضة الكافي : ٣٨٣ .