أن أقول إنّي أكره ريحه لما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام في فضله . فقال عليهالسلام : لا بأس به فإنّ كراهة الريح لا تنافي فضله ونفعه .
وعلى نسخة « انّه » يحتاج إلى تكلّفات بعيدة ، كأن يقال : ضمير « فيه » في قوله « وقد روي فيه » راجع إلى الخيري ، وفاعل « قال » أبو الحسن عليهالسلام والضمير في « قلت له » إلى الصادق عليهالسلام . وقوله « وإنّي كنت » جملة حاليّة . وقوله « أقول » إمّا بمعنى أفعل ، أو آمر الناس بالادّهان به .
والحاصل أنّ أبا الحسن عليهالسلام قال : أنا أيضاً كنت سمعت هذه الرواية مرويّاً عن أبي ، ولذلك كنت أكره ريحه والادّهان به ، فلمّا سألت أبي قال : لا بأس به . ولا يخفى بعده ، والظاهر أنّ كلمة « انّه » زيدت من النسّاخ .
١٣ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن جعفر ، عن السيّاريّ ، رفعه قال : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه ليس شيء خيرا للجسد من دهن الزنبق ـ يعني الرازقيّ ـ (١) .
بيان : قد مرّ تفسير الزنبق والرازقيّ في باب الصداع ، ويرجع إلى أنّه إمّا الرازقيّ المعروف ، وهو نوع من الياسمين ، أو هو المعروف عندنا بالزنبق الأبيض . قال ابن بيطار : دهن السوسن الأبيض هو الرازقيّ . قال ديسقوريدس : قوّة دهن السوسن مسخّنة مفتّحة لانضمام فم الرحم ، محلّلة لأورامها الحارّة ، وبالجملة ليس له نظير في المنفعة (٢) من أوجاع الرحم ، ويوافق قروح الرأس الرطبة ، والثواليل ونخالة الرأس وهو بالجملة محلّل ، وإذا شرب أسهل مرّة الصفراء ، ويدرّ البول وهو رديء للمعدة مغث .
وقال ماسرجويه : دهن الرازقيّ حارٌّ لطيف ينفع من وجع العصب والكليتين الّذي يكون من البرد ، ومن الفالج والارتعاش والكزاز ، ووجع الأمراض الّتي
__________________
(١) المصدر : ٥٢٣ .
(٢) منفعته ( خ ) .