وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله « أَذىً كَثِيراً » فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا [ عليكم ] الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل عليهالسلام على نبيكم ص سمعتم قول الله عز وجل لنبيكم صلىاللهعليهوآله : « فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ » (١) ثم قال « وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا » (٢) فقد كذب نبي الله والرسل من قبله وأوذوا مع التكذيب بالحق فإن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل [ أصل الخلق ] من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل
______________________________________________________
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ » (٣).
قوله عليهالسلام : « وتعركوا بجنوبكم » في القاموس (٤) : عركة كهمزة : يعرك الأذى بجنبه أي يحتمله.
قوله عليهالسلام : « فتحملوه » على التفعل في القاموس (٥) : حمله الأمر فتحمله « وحتى تكظموا » في القاموس (٦) كظم غيظه يكظمه : رده وحبسه.
قوله عليهالسلام : « يجترمونه » بالجيم قال في القاموس (٧) : اجترم عليهم وإليهم جريمة : جنى جناية ، وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ولعله تصحيف.
قوله عليهالسلام : « فإن سركم أمر الله فيهم » أقول : في النسخة المصححة التي أومأنا إليها قوله عليهالسلام : فإن سركم » متصل بما سيأتي في آخر الرسالة « أن تكونوا مع نبي الله هكذا «فإن سركم أن تكونوا مع نبي الله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم» إلى آخر الرسالة ، وهو الأصوب ، قوله : « الذي سبق في علم الله أول هذا وأمثاله بأن الله كان يعلم أنهم يكونون كذلك بعد خلقهم باختيارهم فكأنه خلقهم لذلك وقد مر الكلام فيه في كتاب التوحيد.
__________________
(١) سورة الأحقاف : ٣٥. (٢) سورة الأنعام : ٣٤ والآية هكذا « وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ ... ».
(٣) سورة آل عمران : ١٨٦. (٤) القاموس : ج ٣ ض ٣١٣ « ط مصر ».
(٥) نفس المصدر : ج ٣ ص ٣٦١.
(٦) نفس المصدر : ج ٤ ص ١٧٢.
(٧) نفس المصدر : ج ٤ ص ٨٨.