قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مرآة العقول [ ج ٢٥ ]

119/382
*

فهلك جهال فيما لا يعلمون أميون فيما يتلون يصدقون بالكتاب عند التعريف ويكذبون به عند التحريف فلا ينكرون أولئك أشباه الأحبار والرهبان قادة في الهوى سادة في الردى وآخرون منهم جلوس بين الضلالة والهدى لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى يقولون ما كان الناس يعرفون هذا ولا يدرون ما هو وصدقوا تركهم رسول الله

______________________________________________________

معصية الله تعالى ، وعلى نسخة [ قالوا ] لعل المراد أنهم يقولون : عصيت الله بزعمك حيث عملت بما لم تعتقده ، كما أن المخالفين لعنهم الله يشنعون في التقية علينا وعلى أئمتنا عليهم‌السلام.

قوله عليه‌السلام : « أميون فيما يتلون » أي إنهم كالأميين لعدم علمهم بمعاني الكتاب والأمي من لا يحسن الخط والكتابة.

قوله : « يصدقون بالكتاب » أي بألفاظه عند تعريف الخلق ألفاظه ، ويكذبون بالكتاب عند تحريف معانيه ، إذ تحريف معناه تكذيب للمعنى المراد به ، فقوله يصدقون ويكذبون من باب التفعيل على البناء للفاعل ، وقوله ينكرون على البناء للمفعول ، أي لا ينكر تكذيبهم عليهم أحد ، ويحتمل العكس بأن يكون الأولان على البناء للمفعول ، والثالث على البناء للفاعل ، أي لا يمكنهم إنكار ذلك لظهور تحريفهم ، وعلى الاحتمال الأول يمكن أن يقرأ الفعلان بالتخفيف أيضا ، والأول أظهر.

قوله عليه‌السلام : « يقولون ما كان الناس يعرفون هذا » إلخ. هذا يحتمل وجوها : الأول : أن يكون هذا إشارة إلى الاختلاف الذي حدث بين الأمة ، أي لم يكن هذا الاختلاف بين الأمة في زمن الرسول ما كان الناس يدرونه ، وإنما حدث هذا بعده ، فيعرفون أن الاختلاف ليس بحق ، لكن لا يعرفون الحق من بينهما فتحيروا ، فيكون.

قوله : « وصدقوا » بالتخفيف من كلامه غير محكي عنهم ، بل تصديقا لهم فيما قالوا من أن الاختلاف مبتدع ، ويحتمل أن يكون « ولا يدرون » أيضا من كلامه عليه‌السلام أي لا يدري هؤلاء المتحيرون الحق ما هو بين هذا الاختلاف الذي اعترفوا بكونه