يأمروا بالمعروف وبما أمروا به وأن ينهوا عما نهوا عنه وأن يتعاونوا « عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى » ولا يتعاونوا « عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ » فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد إن وعظت قالوا طغت ـ وإن علموا الحق الذي تركوا قالوا خالفت وإن اعتزلوهم قالوا فارقت وإن قالوا هاتوا برهانكم على ما تحدثون قالوا نافقت وإن أطاعوهم قالوا عصت الله عز وجل
______________________________________________________
ويحتمل أن يكون « ورأوا » بيانا لقوله « ويعيبون على العلماء » وتعليلا له ، ويكون ضمير الفاعل راجعا إلى أشباه الأحبار أي إنهم يعيبون على العلماء تكليفهم الخلق بالطاعات ، لكونه خلاف طريقتهم ، فإنهم إن رأوا تائها أي متحيرا ضالا عن سبيل الحق لا يهدونه والأول أظهر.
قوله عليهالسلام : « فالعلماء من الجهال » أي علماء الحق من أشباه الأحبار أو من أتباعهم الضالين ، ويحتمل أن يكون المراد علماء السوء من أتباعهم ، لكن تطبيق الفقرات عليه ، يحتاج إلى تكلف.
قوله عليهالسلام : « في جهد » بالفتح أي مشقة « وجهاد » بالكسر أي مجاهدة ، وسعي واهتمام « إن وعظت » العلماء ، « قالوا طغت » أي جاوزوا الحد في ذلك وبالغوا أكثر مما ينبغي أو حصل لهم الطغيان ، بسبب علمهم وعملهم فيعيبون الناس أو يدعون الرئاسة « وإن علموا » الجهال « الحق » الذي تركه الجهال ، قالوا : « خالفت » أي كبراءنا أو عامة الناس لشيوع الباطل بينهم ، وعلى الاحتمال الثاني المراد إن علم علماء سوء الجهال شيئا من الحق الذي يتركه أنفسهم ، قالت الجهال لهم : خالفت في قولك فعلك ، « وإن اعتزلوهم قالوا : فارقت » الجماعة.
قوله عليهالسلام : « قالوا نافقت » أي أظهرت خلافنا ولم تعتقد لحقية ما نحن عليه.
قوله عليهالسلام : « وإن أطاعوهم قالوا : عصيت الله » ليس في بعض النسخ المصححة « قالوا » والظاهر أنه زيد من النساخ ، والمعنى أنه لا يمكنهم إطاعة هؤلاء ، لأنها