أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم وايم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار من مات منهم مات ضالا وإلى الله عز وجل يفضي منهم من درج ويتوب الله عز وجل على من تاب ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء وليس لأحد على الله عز ذكره الخيرة بل لله الخيرة والأمر جميعا.
أيها الناس إن المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثير ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق
______________________________________________________
صفة قريش « ليس فيهم طمطمانية حمير » شبه كلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم يقال رجل أعجم طمطمي وقد طمطم في كلامه (١) وأشار عليهالسلام بذلك إلى أن أكثر عسكرهم من العجم ، لأن عسكر أبي مسلم كان من خراسان « وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار » الظاهر أن هذا أيضا من تتمة بيان انقراض ملك بنو أمية ، وسرعة زواله ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى انقراض هؤلاء الغالبين من بني عباس « من مات منهم مات ضالا وإلى الله تعالى يقضي منهم من درج » وفي النسخ يفضي بالفاء ، أي يوصل ، وبالقاف بمعنى القضاء والمحاكمة أو الإنهاء والإيصال كما في قوله تعالى : « وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ » (٢) ودرج الرجل أي مشى ودرج أيضا بمعنى مات ، ويقال : درج القوم أي انقرضوا ، والظاهر أن المراد به هنا الموت ، أي من مات ضالا وأمره إلى الله يعذبه كيف يشاء ، ويحتمل المشي أيضا أي من بقي منهم فعاقبة الفناء ، والله يقضي فيه يعلمه « ويتوب الله عز وجل على من تاب » أي من أعوانهم وأحزابهم « ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء » إشارة إلى زمان القائم عليهالسلام « وليس لأحد على الله عز وجل الخيرة بل لله الخيرة والأمر جميعا » أي ليس لأحد أن يشير بأمر على الله إن هذا خير ينبغي أن تفعله ، بل له أن يختار من الأمور ما يشاء بعلمه ، وله الأمر يأمر بما يشاء في جميع الأشياء « أيها الناس إن المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثير » أي فلا تصدقوا كل مدع ولا تتبعوه ، ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق ، أي
__________________
(١) النهاية : ج ٣ ص ١٣٩.
(٢) سورة الحجر : ٦٦.