إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وحجة الله على العالمين مصدقا للرسل الأولين وكان بالمؤمنين رءوفا رحيما فصلى الله وملائكته عليه وعلى آله.
أما بعد أيها الناس فإن البغي يقود أصحابه إلى النار وإن أول من بغى على الله جل ذكره ـ عناق بنت آدم وأول قتيل قتله الله عناق وكان مجلسها جريبا [ من الأرض ] في جريب وكان لها عشرون إصبعا في كل إصبع ظفران مثل المنجلين فسلط الله عز وجل عليها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا مثل البغل فقتلوها وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا وأمات هامان ـ وأهلك فرعون وقد قتل عثمان ألا وإن بليتكم
______________________________________________________
ويحتمل معنى دقيقا بأن يكون المراد بالارتفاع فوقه الكون عليه ، والتمكن فيه مجازا أي ظهر لك في كل ما نظرت إليه بقدرته وصنعه وحكمته.
قوله عليهالسلام : « خاتم النبيين » بفتح التاء وكسرها أي آخرهم.
قوله عليهالسلام : « فإن البغي » أي الظلم والفساد والاستطالة.
قوله عليهالسلام : « وإن أول من بغى » كأنها كانت مقدمة على قابيل.
قوله عليهالسلام : « وأول قتيل قتله الله » أي بالعذاب.
قوله عليهالسلام : « في جريب » لعل المراد أنها كانت تملأ مجموع الجريب بعرضها وتحتها ، وفي تفسير علي بن إبراهيم « وكان مجلسها في الأرض موضع جريب » وفيما رواه ابن ميثم بتغيير ما : « كان مجلسها من الأرض جريبا » (١).
قوله عليهالسلام : « مثل المنجلين » المنجل : كمنبر ما يحصد به.
قوله عليهالسلام : « وأمات هامان » أي عمر « وأهلك فرعون » يعني أبا بكر ويحتمل العكس ، ويدل على أن المراد هذان الأشقيان.
قوله عليهالسلام : « وقد قتل عثمان » ويمكن أن يقرأ قتل على بناء المعلوم والمجهول ، والأول أنسب بما تقدم. قوله عليهالسلام : « ألا وإن بليتكم » أي ابتلاؤكم وامتحانكم بالفتن.
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج ١ ص ٢٩٧.