بضبعيه وساع مجتهد وطالب يرجو ومقصر في النار اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة عليها يأتي الكتاب وآثار النبوة هلك من ادعى و « خابَ مَنِ افْتَرى » إن الله أدب هذه الأمة بالسيف والسوط وليس لأحد عند الإمام فيهما هوادة
______________________________________________________
ما تحت الإبط ، أي رفعه الله بقدرته وعصمته من بين الخلق واختاره وقربه ، كأنه أخذ بعضده وقربه إليه ، ويحتمل أن يكون كناية عن رفع يده وأخذها عن المعاصي بعصمته ، وأن يكون كناية عن تقويته ، والأول أظهر.
والثالث : ساع مجتهد في الطاعات غاية جهده ، والمراد إما الأوصياء عليهمالسلام أو أتباعهم الخلص ، فالأوصياء داخلون في الثاني على سبيل التغليب ، أو المراد بالثالث أعم منها.
والرابع : عابد طالب للآخرة بشيء من السعي مع صحة إيمانه ، وبذلك يرجو فضل ربه.
والخامس : مقصر ضال عن الحق كافر فهو في النار.
قوله عليهالسلام : « اليمين والشمال مضلة » أي كلما خرج عن الحق فهو ضلال أو المراد باليمين ما يكون بسبب الطاعات والبدع فيها ، وباليسار ما يكون بسبب المعاصي.
قوله عليهالسلام : « عليها يأتي الكتاب » أي على هذه الجادة أتى كتاب الله وحث على سلوكها ، وفي بعض النسخ [ ما في الكتاب ] وفي نسخ نهج البلاغة (١) « باقي الكتاب » ولعل المراد ما بقي من الكتاب في أيدي الناس.
قوله : « هلك » أي من ادعى مرتبة ليس بأهل لها كالإمامة.
قوله : « وليس لأحد عند الإمام فيها هوادة » قال الجزري (٢) : فيه : « لا تأخذه في الله هوادة » أي لا يسكن عند وجوب حدود الله ، ولا يحابي فيها أحدا ، والهوادة : السكون والرخصة والمحاباة انتهى.
__________________
(١) نهج البلاغة : تحقيق صبحي الصالح ص ٥٨ « الخطبة ١٦ ».
(٢) النهاية : ج ٥ ص ٢٨١.