غير محمودي الرأي ولو أشاء لقلت « عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ » سبق فيه الرجلان وقام الثالث كالغراب همه بطنه ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له شغل عن الجنة والنار أمامه ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم سادس ملك يطير بجناحيه ونبي أخذ الله
______________________________________________________
« إنه مرض فبكى ، فقال : إنما أبكي لأنه أصابني على حال فترة ، ولم يصبني في حال اجتهاد » أي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات ، والفترة في غير هذا ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان ، الذي انقطعت فيه الرسالة انتهى ، فالمعنى أخشى أن تكونوا على فترة وسكون وفتور عن نصرة الحق ، وأن تكونوا كأناس كانوا بين النبيين ، لا يظهر فيهم الحق ، ويشتبه عليهم الأمور.
قوله عليهالسلام : « ملتم عني ميلة » أي في أول الأمر بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قوله عليهالسلام : « ولو أشاء لقلت » أي بينت بطلان الرجلين الذين اتبعتموهما وكفرهما ، لكن لا يقتضيه مصلحة الحال.
قوله عليهالسلام : « عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ » أي لمن تاب في هذا الزمان.
قوله عليهالسلام : « كان خيرا له قص الجناحين » كناية عن منعه ورفع استيلائه وقبض يده عن أموال المسلمين ودمائهم وفروجهم ، « وقطع رأسه » كناية عن قطع ما هو بمنزلة رأسه من الخلافة ، أو المراد قتله ابتداء قبل ارتكاب هذه الأمور.
قوله عليهالسلام : « شغل » أي بالدنيا عن تحصيل الجنة ، والحال أن النار كانت أمامه ، فكان ينبغي أن لا يشتغل مع هذا بشيء آخر سوى تحصيل الجنة ، والتخلص من النار.
قوله عليهالسلام : « ثلاثة واثنان » الحاصل أن أحوال المخلوقين المكلفين تدور على خمسة ، وإنما فصل الثلاثة عن الاثنين لأنهم من المقربين المعصومين الناجين من غير شك ، فلم يخلطهم بمن سواهم ، الأول : ملك أعطاه الله جناحين يطير بهما في درجات الكمال صورة ومعنى.
والثاني : « نبي أخذ الله بضبعيه » الضبع بسكون الباء : وسط العضد ، وقيل : هو